اعتبر رئيس قائمة جبهة الناصرة الديمقراطية لعضوية بلدية الناصرة، مصعب دخان، بعد انسحابه من الترشح للرئاسة لصالح المرشح وليد عفيفي، أن التنازل عن الترشح للرئاسة والتحالف مع المرشح عفيفي، حاجة ماسة في الناصرة لإقامة تحالف من أجل إحداث التغيير في الانتخابات المقبلة، وهي نقطة الانطلاق نحو تغيير إدارة البلدية الحالية.

وكانت جبهة الناصرة قد أعلنت قبل أيام عن قائمة مرشحيها لعضوية بلدية الناصرة في الانتخابات المقبلة.

مصعب دخان لـ"عرب 48" عن انسحابه من سباق الرئاسة وآخر التطورات على الساحة الانتخابية في الناصرة.

"عرب 48": ما مدى رضاكم عن التحالف مع المرشح وليد عفيفي، وكيف حدث أن انضمت الجبهة المجربة على مدار عقود إلى مرشح جديد في العمل البلدي والسياسي؟

دخان: هذه المعادلة تشمل شقين الأول، متعلق بي وبالجبهة والثاني، متعلق بالمرشح وليد عفيفي. بالنسبة للشق الأول فإننا في الجبهة لدينا رسالة واضحة جدا نقدمها لأهل المدينة هي أننا نضع أمامنا مصلحة المدينة وهو الأمر الأساس وليس مصلحة الجبهة أو المصلحة الشخصية. وبناء على هذه المعطيات التي تقول إن هنالك حاجة لتحالف من أجل إحداث التغيير في الانتخابات المقبلة، ونقطة الانطلاق التي ننطلق منها هي ضرورة تغيير إدارة البلدية الحالية، وإذا استطعنا أن نصل إلى تحالف مع قوى وطنية وقوى فاعلة في الناصرة همها مثل همنا مصلحة المدينة فلا مشكلة لدينا أن نقدم التنازلات لكي يحدث هذا التحالف. وكان واضحا للجميع أن مثل هذا التحالف يحتاج لتقديم تضحيات، ونحن خير من يقدم هذه التضحيات لأجل خير مدينة الناصرة، وليس لدينا أي رباط مع أي كرسي في هذا البلد، بمعنى أننا على استعداد لتقديم كل التضحيات من أجل مصلحة المدينة. وعلى الأقل من وجهة نظرنا نرى أن من مصلحة المدينة تغيير إدارة البلدية الحالية ودعم وليد عفيفي. هذا ما يتعلق بالجبهة. أما في ما يتعلق بالمرشح وليد عفيفي، فهو من عائلة معروفة تحظى بشعبية في هذه المدينة، وهو رجل أعمال ناجح وهذا ليس بالأمر المعيب أن يكون رجل أعمال، بالإضافة إلى ذلك هو ابن هذه المدينة وأعطى ويعطي الكثير لصالح المدينة، والأهم أنه يحافظ على الخط الوطني الذي نحن بحاجة إليه.

"عرب 48": هنالك انتقادات حادة للجبهة حتى من داخلها حول هذا التحالف مع رجل الأعمال عفيفي؟

دخان: نحن لسنا أعداء للأشخاص الناجحين بل على العكس نحن نحترم الناجحين في وطننا ونضعهم على رأسنا ليكونوا قدوة لكل شبابنا وفتياتنا، ونحن لا نعتمد المواجهة أو التصدي للأشخاص الناجحين لكي يستمروا في نجاحهم ويكونوا قدوة. وإذا كان وليد عفيفي يقف على رأس مجموعة من المصالح الناجحة فنحن على العكس نشجعه وهذا أيضا يعود بالخير على مدينة الناصرة وشبابها وفتياتها، بمعنى أننا نراه قدوة للنجاح وليس نموذجا يمثل رأس المال.

"عرب 48": هل كان هناك أي حديث عن تحالف يتنازل من خلاله المرشح عفيفي لصالح الجبهة وتكون أنت المرشح التوافقي؟

دخان: كل الوقت كان هناك نقاشات حول أفضل شكل للتحالف، ورأينا أن أفضل طريقة للتحالف هي الشكل الذي خرجنا به يوم الجمعة الماضي، على أن يكون عفيفي هو المرشح مقابل علي سلام.

"عرب 48": ما مدى صحة الحديث عن تدخل بعض الشخصيات من الناصرة وخارجها للضغط عليك لكي تقبل بالتنازل وإنجاز هذا التحالف؟

دخان: في الواقع لا أدري كم يعرف عني أهل البلد بأنني شخص لا يرضخ للضغوط، وأعرف كيف اتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، أحصل على الوقت الكافي والراحة والهدوء. وبالفعل حصلت على وقتي في التفكير وبأعصاب هادئة وباردة جدا وبقلب دافئ، وأدركت أن هذا التحالف يصب في مصلحة الناصرة، وأنا على المستوى الشخصي ليس لدي أي شرط أو أي هدف سوى خدمة أهل الناصرة وتقديم كل تضحية مطلوبة مني من أجل مستقبل هذه المدينة، لذلك فإن هذه الخطوة جاءت بعد تفكير عميق وبدون ضغوط من أحد، وأنا جئت إلى مؤتمر الجبهة ومجلس الجبهة وهيئاته وقدمت لهم هذا الاقتراح.

"عرب 48": كيف تعلق على الذين قالوا إن تحالف الجبهة مع المرشح عفيفي هو المسمار الأخير في نعش جبهة الناصرة؟

دخان: ردود الفعل التي نلحظها في الشارع على هذا التحالف تبشر بالخير، نرى الناس مرتاحة ونرى التقدير للخطوة التي اتخذتها الجبهة، والناس اليوم تأتي بالعشرات وبالمئات لتلتف حول الجبهة بعد هذا القرار المصيري، وأنا أقول لك هو ليس بالقرار السهل على جسم مثل الجبهة أن يأتي ويخوض الانتخابات بدون مرشح للرئاسة، ولكن هنالك حاجة للتضحية من أجل مدينة الناصرة. نحن نرى أن الأمر الأساس هو وجود حاجة لتغيير الإدارة الحالية وتحالف كل القوى الوطنية في هذا البلد من أجل إحداث هذا التغيير.

"عرب 48": كيف سينعكس هذا القرار على نتائج الانتخابات حسب رأيك؟

دخان: أولا، التحالف كما يسير حتى اليوم، مع الإضافات التي قد تطرأ عليه في الأسابيع القادمة، أعتقد أنه سيحسم الانتخابات في الرئاسة لصالح وليد عفيفي، وأعتقد أن القوائم الانتخابية للعضوية ستحافظ على قوتها.

"عرب 48": هل شعرتم بحالة من الارتباك في الطرف الثاني، أي لدى "ناصرتي"، من هذا التحالف أو الالتفاف الواسع حول المرشح عفيفي؟

دخان: في الحقيقة عندما اتخذ خطوة معينة لا أنظر إلى رد فعل الطرف الثاني، وليس سلوك الطرف الثاني هو ما يقودني لاتخاذ الخطوات التي ينبغي علي أن اتخذها، ولكنني في الواقع سمعت أن هنالك حالة ارتباك في الطرف الآخر، وهذا أمر طبيعي جدا أن يحدث، لأن بعض المجموعات التي دعمت علي سلام في الانتخابات الماضية، اليوم هي تدعم وليد عفيفي وهذا بحد ذاته مؤشر إلى أين تجري الرياح في هذه الانتخابات.

"عرب 48": كيف تفسر عدم ظهور شريف زعبي ود. رنا زهر في قائمة الجبهة للدورة المقبلة؟

دخان: شريف زعبي هو قائد في جبهة الناصرة وله مكانته ووزنه في جبهة الناصرة. اليوم هو رئيس لجنة الانتخابات في البلدية، فضلا عن أن شريف كان عضو بلدية في دورتين سابقتين، وحسب دستور الجبهة هنالك بند يقيد استمرارية عضو البلدية لأكثر من دورتين، وهنالك حاجة لتعديلات متواصلة في العضوية وفي قيادة الجبهة وإدخال وجوه جديدة، وهذا ما كان في الانتخابات الداخلية في داخل الجبهة. لذلك كون شريف زعبي رئيسا للجنة الانتخابات وأمضى دورتين في بلدية الناصرة، قرر أن لا يتنافس في هذه الدورة بحب وبرضى تام، أما د. رنا زهر فإنها لا تستطيع أن تكون عضوا في الدورة المقبلة لأسباب شخصية تتعلق بحياتها الأسريّة وانتقال إقامتها إلى كفر ياسيف.

"عرب 48": بدأت تلاحظ الأجواء المشحونة في المدينة، وحالة الاستقطاب التي أفرزتها التحالفات الأخيرة، ماذا تقول للناس في البلد وأي رسالة توجهها لهم؟

دخان: الأجواء المشحونة في البلد هي مؤشر سيء جدا على ما قد تؤول إليه الأمور، في الأيام القادمة، وإذا لم يستطع العقلاء في هذه المدينة أن يضعوا الأمور في نصابها اليوم قبل غد، يمكن لغير المسؤولين أن يجروا البلد إلى مكان لا نريد أن نصل اليه. وأنا بدوري أحمل رئيس البلدية المسؤولية الذي يقوم من خلال خطاباته بتوتير الأجواء وشحن نشطائه التي تنعكس في كتابات وأشرطة مصورة (فيديو) بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لا يسيء فقط للمرشحين وإنما لعائلاتهم أيضا ولخصوصياتهم، ونسمع كل يوم أحاديث عن عائلات وأفراد وتشويه سمعة شخصيات عبر حسابات مزيفة لا نعرف من يقف ورائها، وهذا الأمر يستطيع رئيس البلدية أن يوقفه.

"عرب 48": كيف تعلق على تصريح مرشح بأنه قادر على كسر اليد التي تمتد إلى نشطائه؟ أليس هذا نوع من العنف الذي ينبذه كل المرشحين والقوائم الانتخابية؟

دخان: حسب رأيي لا ينبغي أن يكون هناك "مد يد على أحد" ولا "كسر يد أحد"! لا نريد أن نصل لهذه المرحلة. في النهاية هي انتخابات ورغم أهميتها لمستقبل مدينة الناصرة، ورغم أننا نرى في هذه الانتخابات نقطة تحول في مستقبل مدينة الناصرة، لكن كل هذه الانتخابات لا تعادل نقطة دم واحدة من مواطن نصراوي، لذلك هنالك حاجة لتهدئة الأجواء، وليتحدث كل مرشح عن خطابه أمام الناس دون الإساءة للآخرين، ونترك القرار لأهل الناصرة الواعين ليقرروا أي بلدية يريدون في الدورة المقبلة.

اقرأ/ي أيضًا | حصري | قائمة مرشحي "ناصرتي"

اقرأ/ي أيضًا | الأهلية: الناصرة بحاجة لقائمة عضويّة قويّة تكسر احتكار الكتلتين